الغير , تعريف ، المحور الأول وجود الغير

الغير :

الغير , تعريف ، المحور الأول وجود الغير
الغير , تعريف ، المحور الأول وجود الغير

تمهيد 

يطرح مفهوم الغير إشكالية الوجود البشري في بعده العلائقي ، إشكالية العلاقة بين الذوات البشرية و ما تخضع له من تجاذب بين ضرورة الخضوع للقيود التي يفرضها المجتمع و بين ما تتمتع به الذات الأنسانية من إرادة و وعي و حرية.

الدلالة الفلسفية 

الغير هو آخر الأنا ، منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا بل بوصفه أنا آخر...إنه الآخر الذي يتجلى ضمن علاقة تعايش معطاة و يحيل على إمكانية تماه أو تطابق ، إنه الأنا الآخر ...و حسب سارتر الغير هو '' الأنا الذي ليس أنا '' .

المحاور التي سيتم التطرق إليها :

1.وجود الغير .
2.معرفة الغير.
3.العلاقة مع الغير.

1.وجود الغير .

الإشكالية:

كيف يتحدد وجود الغير ؟ و كيف يمكن للأنا إدراكه بوصفه ذاتا واعية ؟ و هل يمكن للأنا والغير أن يوجدا في معزل عن بعضهما البعض أم أن وجود كل منهما ضروري للآخر؟

الأطروحات :

رونيه ديكارت : يؤكد أن إدراك وجود الغير يكون ممكنا حتى في العزلة التامة عن الآخرين ، حيث يعتبر ديكارت أن الكوجيطو تمثل اليقين الأول الذي يتأسس عنه كل يقين ، و بالتالي يتأسس عنه كل يقين ، و بذلك يصبح وجود الغير تابعا لوجود الأنا و يترتب عن الإستدلال الذي يقوم به الأنا.
موريس ميرلوبونتي : يرفض النزعة الموتضوعية ، التي قدم تصورا تشييئيا للغير يجعلمنه مجرد موضوع خاضع للتجربة و قابل للدراسة و التحليل ، و يؤكد أن للغير طبيعة مزدوجة : فهو من جهة موضوع يمثل جزء من عالم الأشياء ، و من جهة أخرى ذات واعية يفرض علي أن أفكر فيه كوعي له وجوده المستقل.
هناك نوعان من الوجود و لا شيء غيرهما : الوجود في ذاته . ويخص الأشياء المنتشرة في المكان . و الوجود لذاته و يخص الوعي . و الغير سيكون أمامي وجودا في ذاته و من أجل ذاته.
جون بول سارتر : الحرية شرط كل وجود ، غير أن فعل النظرة و ما يمثله من إستلاب و حد من حرية الأنا يؤكد مقولة الصراع القائم بين الأنا و الغير ، فكل ذات تحاول تشييئ الأخرى و تجعل منها مجرد موضوع ، لكن هذا الصراع ضروري في نفس الوقت ، فهو ما يمكن الأنا من التحرر من قبضة الغير ، لتحقق الذات وعيها بذاتها بوصفها ذاتا حرة متعالية .
'' إنني أتملك نظرة الغير في صميم فعلي ، بوصفها تجميدا لممكناتي الخاصة و إستلابا لها . ''

في إنتظار آرائكم تعليقاتكم و ملاحظاتكم .